أخلاقيات الإله، وأخلاق الإنسان!
May 27, 2022 41
980 79

أخلاقيات الإله، وأخلاق الإنسان!

أخلاقيات الإله، وأخلاق الإنسان!

وقع الإنسان المتدين المعاصر بين فكي رحى عصفت بإيمان الكثيرين بالموروثات الدينية والعبادات، وتركت البقية في حيرة من أمرهم يتسألون: كيف يمكن أن تكون أخلاقيات الإله بحسب الموروثات والروايات الدينية التي تربوا عليها: أنها أنفاس ووحي وكلمة الله؛ ترسم صورة لأخلاقيات الإله، وهي بالمقارنة مع مثاليات وأخلاقيات الإنسان المعاصر: تأتي متراجعة ومتأخرة عنها كثيرًا؟!

فعلى الرغم من أن التاريخ يشهد بأن ضم التاناخ اليهودي (العهد القديم) إلى الإنجيل وعهده الجديد قد حدث لأول مرة في التاريخ؛ في مطبعة جوتنبرج في ألمانيا سنة ١٤٥٥م؛ إلا أن الأكثرين قد غُفلت عنهم هذه الحقيقية عن عمد؛ ليتعلموا أن الكتاب المقدس بضم العهدين القديم والجديد إلى بعضهما: ينحدر عن عصر الرسل والكنيسة الأولى!

وعليه فإن مذبحة يشوع بن نون لأطفال أريحا (يش٢١/٦) هي منسوبة الى أوامر ووحي الإله ليشوع بن نون! وكذلك فإن تعليمات موسى النبي لشعب إسرائيل في (تث٢٠) بسبي الأطفال مع النساء هي كذلك منسوبة الى نقمة الإله العادل القدوس من الشعوب الشريرة؛ بما في ذلك الأطفال!

المأزق الذي هوى إليه المتدينون جميعًا مع كتبهم المقدسة هو: إما التأكيد على أن سبي وذبح الأطفال في سفري التثنية ويشوع وكذلك غيرهما من الكتب والموروثات الدينية؛ أنه فعلًا أقوال الله ووحيه المقدس! وبذلك تكون أخلاقيات الإله المعبود تشبه أخلاق السفاحين من البشر ولا تشبه أخلاق النبلاء من بني الإنسان!

أو أن يقبلوا ببراءة وقداسة الإله ووحيه من القتل والهمجية؛ لتنسب تلك الأفعال الى فاعليها من البشر الأنبياء؛ وهذا سيستوجب بدوره مراجعة معتقدات الكثيرين لكتبهم المقدسة وفكرتهم عن الوحي!

أما إغماض العينين وتعطيل إعمال العقل عن مواجهة هذه التصادمية الصارخة بين أخلاقيات الإله القتال للناس والأطفال من غير أتباعه؛ بالمقارنة مع أخلاق الإنسان المعاصر الداعي الى الرفق بالحيوان؛ فسيؤول إلى أن باقي العقول بما فيها عقول أبنائهم وأطفالهم ستصدر حكمها الأنسب عليهم وعلى عقولهم وعلى الإله الذي يعبدونه بغير عقل ووعي!

وهذا هو ما انتهي بالملايين من الشباب في شتى أنحاء العالم شرقا وغربًا إلى التخلي عن الموروثات والكتب الدينية التي نقلها إليهم أبويهم على أنها وحي وأقوال الله: إذ قد عجزت عن أن تبرهن على أن أخلاقيات الإله أفضل من أخلاق الإنسان!

Powered By GSTV